السبت، 16 نوفمبر 2013

شتاء






سمعت ضجة عالية..
فإذا بالشتاء قد أتى..
ركضت الى خزانة الملابس ..
مددت يدي..
فأمسكت بثلاثة او اربعة.. لم اهتم..
وعدت الى النافذة سريعا..فتحتها..
هاجمني البرد بحضن شتوي مطير..
فزعت خصلات شعري وتراجعت ..
ولم تجد انفاسي الحارة طريقها الي ..
افلت ما في يدي..وصرخت..
تلك هديتي..
فقد اشتقت اليك..
ثم اغلقت النافذة..
ظلت عيناي معلقة بتفاصيل غيومه..
وعلى بشرتي.. لمساات هوائه
حتى رأيت مشهدا اثار غيرتي..
ملابس كثيرة
 تتطاير
في زوبعته

الخميس، 14 نوفمبر 2013

مس الشر





مرات ومرات لا تحصى..
شاهدتني وقد مسني شر من جنون ما..
 يلقيني في البحر..
وفي كل مرة .. تصيبني الامواج..
 انغمس فيها تدريجيا دون ان يدركني الملح..
 يتحلق حولي ثم يتباعد عني في دوامات..
 تصل اصابع قدمي لرمال القاع..
 فيزداد بريقها وهي تبتلعني في نهم شرس..
 ملمسها البارد ناعم يبعثني على الاستسلام..
 هل اشعر بالم يخترق جسدي ؟
 حينما تجتاحني السعادة وتنزع مني قلبا لم املكه..
 وتتركني احاول التخلص من بقايا دقات علقت في الروح الهائمة..
 هل اصبحت اسمع للصمت ضجيجا ما ؟!
 يسرق دمعاتي ويرسمها في لوحة لاشباح بلا عيون ... تعيد جمع العظام القديمة في هياكل.. لا تلبث ان تتبعثر من جديد.. تكرر حركاتها على وقع سمفونية فضية..يعزفها القمر والنجوم مجتمعين ..تجد الرمال طريقها الى جوفي.. عبر فمي و انفي..
 هل اشعر بالاختناق ؟
هل اموت الان ؟
 عندها يلفظني البحر ..
وكأنني سم ما ...قد يقتله..
 اجدني محمولة على اشعة الشمس..
 ترتديني تفاصيل نهار..
 امتلكته الروح العتيقة

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

قوس الاسئلة


 
 
 
 
 
 
أمسك قوس الاسئلة ..
ارفعه في مستوى الهدف ..
اخذت نفسا هادئا ..
شددت الوتر ..
انطلق السهم !

فأصبت الاجابة ..في مقتل
 
 

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

مرآة لا تعكس صوراً قط




داخل رأسه

حلقت الموسيقى في دوامات ..

اثارت هياجا شديدا شتت اعماقه..

فاتخذ قراره بإخراجها ..

ادخل اصبعين داخل اذنه ..استطالا .. بمجرد ملامستهما للنغم ..

أمسك بنوتة معزوفة...سحبها ..

فتحولت الى قطعة زجاجية من مرآة غير متساوية الاحرف

اكتمل العدد بخمس وعشرين جزءا ..

رتبهم متجاورين .. فلاحظ بينهم رابطا يكملهم في كيان واحد

تصاعد بخار فكرة ..اثارته فعطس بقوة ..

جلب كرسيا وحَطّه بغير اهتمام في ركن الغرفة
قال في نفسه اين هو ؟
وبصوت عال : أيها الاحمق ..

راح يبحث في جميع الاركان حتى وجده ..
عَلِقت شفتيه في ابتسامة متشفية
ها أنت ذا ..أيها العنكبوت
مد ذراعيه الى الاعلى .. واحتواه بين كفيه ..

اهتز الكرسي .. فقد توازنه .. وكاد يسقط ..
فأفلت العنكبوت .. التقطه عنقه
و انسل الى قميصه

سرت شرارة من كهرباء في جسده ..

ثبتته في مكانه

خشي ان يخلع قميصه .. فينسحق .. وهو في حاجة اليه ..

بحذر شديد ..

امسك الياقة وابعدها قليلا

ركضت عيناه باحثة عنه ..
حتى  اصطدمت به..

انزلقت يده الى الداخل .. حمله برفق ..

ارسل تنهيدة عالية تعلقت في ستائر الهواء ..

نزل عن الكرسي .. وعاد الى مرآته المفرقة ..

وضع العنكبوت في فراغ بين قطعتين ..

وقال له ..
ارجوك .. ساعدني ..

وكأنه تلقى الرسالة ..

بدأ بغزل خيوطه بين الاجزاء فتتقارب حد الالتصاق ..

اخذ يراقبه في هدوء .. فانعكست صورته اربع وعشرين مرة ..

حيث عرض الجزء الاخير مشهدا من الذاكرة ..

على شاطيء البحر ..

قلوب ملقاة بلا اكتراث.. مضى عليها زمن .. فارتدتها الطحالب ..

الا اثنين

تفتحت زهورهما في جنائن .. نادت عطورها امواجا ..

تسارعت بجنون

لتلامس القلوب
فتواترت النبضات فيهم
نبضة ..
نبضة ..
نبضة ..
ثم يصعد حوت ازرق .. اُبدلت عينيه بمصباحين ..مطفأين
يعضّ الشاطيء ..تنغرس اسنانه ..
وينخلع بعضها فيه ..
فتردد الرمال صرخات مدوية ..تتطاير مع الرياح و تزعج ساكنيها من نومة هادئة..
يترك نفسه للامواج تسحبه .. ليعود الى احضان الحياة
بعد ان تختفي القلوب في جوفه
..مظلم جوفه ..

كعيني رحيل اسود

يلتقطه

ويسقطه في فمه ..

يلوكه بتلذذ ..تتكسر العظام فيُسمع صوتها كقرمشة البطاطس ..

ويقلّبه بلسانه من جانب لاخر

وهو الوحيد الذي نجا من طواحينه.. لما تمسك بجدار الخد ..

تنزلق يداه ..

فيمسك به اكثر وتنغرس اظافره في اللحم
يتالم الرحيل ..ويقذفه ..

ليجد نفسه معلقا ب شيش نافذة خشبي .. قديم متهالك .. مثبت بمفصلات صدئة على صدر رجل

يئن تحت قسوة يد النجار

الذي يمسك مطرقته .. ويشبعه ألما حتى يستسلم وينفتح ..

يخلعه ..

فتندفع عدة اكياس ..الى الارض

يمزقها بعنف ..

تنطلق منها ظلال ارواح مسروقة ..

يهربون الى النور ..

فيتوهج الوجع ويزداد حتى يغطي كل التفاصيل ..

ويعيد رسمها من جديد..

توقف العنكبوت بعد ان انهى مهمته ..

اعاد النظر في القطع مرة اخرى ..التي أبت ان تعكس صورته

رأها تجلس على ركبتيها ..

وبقطنة صغيرة ورقة متناهية ..تمسح عن ركبته اثار دماء جفت ..

وعذوبة صوتها الذي لا يزال عالقا برائحة الياسمين ..

وهي تقول :

لتكن حذرا ..

فليس لكل جرح ما يطيبه..

ارتعش لما احتضنته بروحها ..
 

 وعندما اراد ان يحيطها بذراعيه ..

اختفت ..

ولم تعكس تلك المرآة من بعدها صورا قط

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

فـالصبح يتنفس اسمك










فِـي أَشَدّ لَحَظات الليـْل إخْتـنـاقاً بِـحبالِ الشَّـوق ..
يَـفكُّ رَبْطةَ عُنقِهِ السَّـودَاء قَلِيلاً ..
و يـَتـَملْمَلُ فـي سَمَائهِ ..
تَسْمعُ العَـصافِيرُ أنِينَـهُ يَـتخَافتْ..
فَـتَشْدو أَلـحَانَها شَـجَنـاً ..
يَـعَاجِلهُ الفَـجْـرُ بِـخُـيُوطِ نُورِكَ..
و تَـتوَرّدُ وَجْــنَـتَي الكَوْن دِفْئاً ..
فَـالصُبحُ يَـتنـفَّسُ اسْمـكَ..
 

الخميس، 12 سبتمبر 2013

اصابع الاسى





انْـهكهُ التَّــعب ..

فتـَـسَاقطتْ مَلامِح وَجْههِ أجْزاءاً علَى زُجاجِ القُلوب الفَارِهة ..

مَسحَها بــ خِرقة بَالية كادَ يَكونُ لونُها بُرتقَالياً..

تَـصْطدِم بِراحَة يَـدهِ السَّـمْـراء قِطَع مَعدَنِيــة..

فَـتُضيء أصَابعُ الأَسَى جَبِــينَــه ..

و تَـفضَح ذَاكِرة قَمِيـصِـه ..

إنْحَناءاتِه و أوقَاتهَا ..

فِي مَا بيْنها فَراغَات ..

مَلأتْها فَضْلةُ بَقَايا الزَّمَـــان..

السبت، 7 سبتمبر 2013

طفلة ضائعة





طفلة ضائعة ..
تتعثر خطاها في ضبابية الحياة
انسابت دموعها .. وعضت شفتيها ..
أريد .. أنا .. أبحث .. لست ..
وفي لحظة مفاجئة سقطت من السماء عصا مرصعة بالجواهر
توقفت ثوان .. اخفت الدموع في جيبها سريعاً  ..
وركضت باتجاه العصا ..
اوقفتها بجانبها ..
ثم ضربت بها الارض ... مرتين ..
قالت بانفعال شديد :
اعيديني .. هيّا ..
اعيديني ..
وباستسلام قالت أخيرا..
ارجوكِ ..

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

الوريقات



جلست على حافة النافذة ..
يرسل القمر ضوئه في ومضات تنعكس على بشرتها السّمراء ..
راقبته بنظرات متسائلة قلقة ..
لماذا رحل  عنها  ؟ ومتى يعود ؟ ..
انبعثت منها تنهيدة شوق حارة ..
مالت يميناً بظهرها للحائط .. واستندت عليه ..
فتحرك القمر الى مدى نظرها ..
تآكلت افكارها دهشة ..
قفزت الى الارض ..واتجهت للجانب الايسر من النافذة الكبيرة ..
فتحرك القمر مجدداً ..
بحثت عن فردة الحذاءالثانية.. لم ترها في الظلام  ...
ثم تعرقلت بها عندما تقدمت بضع خطوات باتجاه باب الغرفة
اقحمت قدمها فيه بقوة وهي ترمي سباباً في الهواء ..
ركضت خارجة منها..
نزلت السّـلم  الحلزوني قفزاً من الطابق الثاني  ..لتجد نفسها امام باب المنزل ..
فتحت قفلين ثم ادارت مقبضه ..
صفرت الريح بشدة اعتراضا وصفعتها مرات ..
لم تعبأ بها وتقدمت الى الحديقة ببطء
وهي تدقق في لوحة السماء الليلية
تنهدت لما لم تجد القمر ..
راحة دامت لثوان معدودة .. عاجلها القلق
..وصل القمر  الى مكانه الجديد ..امام مرمى بصرها
بعث ضوئه إليها في ومضات متتالية
لينير سؤال في ذهنها ..
من منا يراقب الاخر ..
هل يراقبني القمر ؟
.. ولم تكد تكتمل افكارها ..حتى انطفأ نوره ..
وتوقفت الريح عن الحركة تماماً
تحولت الومضات على بشرتها الى نمل يسير في صفوف إلى رأسها ...تراه ولا تشعر به
لازمت مكانها ..بضع ثوان اخرى مرت ..
فتوهج شعرها وقلبها ويديها وقدميها ..
التفت حول نفسها لتعود للمنزل ..
 طارت بارتفاع سنتيميترات .. وسقط منها فردتي الحذاء بتتابع
تجاوزت الباب ..انغلق وراءها بقوة
اهتزت اللوحات الجدارية وسقطت محطمة ..
ولم تكن تتفادى التحف والزجاجيّــات ..
كانت تتطاير قطعا في كل اتجاه ..ويحدث تكسّرها جلبة عالية
استمرت صعوداً..
دخلت اقرب غرفة ..
ارتاح وهجها على ملامح موجوداتها ..
اقتربت من دولاب الملابس ..
فانفتح بعنف .كادت تنخلع مفصّــلاته .. تأوه من الالم ..في تكات متعالية..
مدت يدها بداخله .. التصقت الملابس بجدرانه مبتعدة عنها ..
حملت صندوقاً خشبياً ذا حواف دائرية
وضعته على سرير ..
وفتحته ..
واخرجت ثمان وريقات شجر
حُفرت كلمة على كل واحدة فيهم .
.. النفس ...انتقام .. غضب .. كره .. عفو .. حلم.. حب .. الجسد
التحم الجسد في النفس . وتداخل الانتقام .. الغضب .. الكره .. العفو .. الحلم .. الحب ..
في ترتيب يشبه الكف .. وتوحدوا مع ورقتي الجسد والروح ..
اشتعلت الوريقات المندمجة بغير نار  ..
تخلصت من قبضتها ..و التصقت بـ صدرها ..
احرقت مكانها ... وانتشرت في ملابسها .. فتناثرت رماداً ..
دفعتها بشدة الى الوراء لم تستطع ان تردها ..
سيّرتها الى الحمام ..
واوقفتها تحت الدش ..
تدفقت المياة الباردة منه ..
لم يتحملها الجسد .. انتفض عدة مرات ..
فتناثرت عنها خطاياها ..
قاومت كي تبتعد عن المياه ..صرخت ..
فرسمت صرختها خطوطا متعرجة  على خدها وحول عينيها ..
جاهدت كي تحرك ساقها .. امسكت حامل المناشف ..
تمزق النسيج بين نفسها وجسدها ..
فتحررت..
 وتحركت بعيدا عن المياه ..

انفاس لاهثة .. وصدر يصعد ويهبط بسرعة ..
قبضة يد بانت عروقها ...
وجسد عار .. تنزلق عليه المياه راسمة انحناءاته بتأن ..
انتقل اثر الوريقات المنطبعة فوق قلبها .. الى كتفها ..
تفحصته قليلا باصبعين ..
ثم تنهدت ..
سحبت المنشفة .. غطت جسدها .
وخرجت من الحمام ..
عادت الى غرفتها .. وما زال الماء يتساقط منها ..
رمت نفسها فوق السرير ..
واجهشت في البكاء ..
قبضت بقوة على الوسادة وكرمشتها ..
قالت :
في ليلة قمرية ..
يعود ..
اذا ما تغلبت على الصراع
كنت سأفقد حياتي ..
.. فخَسرَتْه للأبد .




















 

الجمعة، 23 أغسطس 2013

الخنجر ليس قاتلاً



على كورنيش البحر ..

اختلطت خطوات الباعة الجائلين المستعجلة بخطوات السائرين الهادئة مستمتعة ..بهواء البحر النقي
الذي اندفع  بين خصلات شعرها الطويل ..يبعثره حينا ويعيده اخرى

عقدت  ذراعيها امام صدرها ..في رفض زادها دلالاً ..
آثار جنونه العابث اكتر و جعل يشد فستانها الابيض..

فتمسك  بها اكثر .. واصابته كسرات امتدت حتى توقف  اعلى ساقيها ..والتف حولهما..
..غفل عنها الهواء المندفع حينما حمل صرخات دراجة ناريه مسرعة  قفز سائقها برشاقة رياضية
فــرسمت طريقها نصف دائرة ..

انتهت  حيث كانت تقف الفتاة  .. بعدما اطاحت بجسدها ممدا بعد بضعة امتار.
وسط ذهول المارة ..التقط الرجل دراجته وانطلق !
وتحركوا ببطء نحوها واسرع شاب اليها ..
جلس على ركبتيه .. يبحث عن نبضات قلب هاربة وانفاس ضعيفة .. تحاول الخروج ..
فلم يجد أيهما..
تقافز الى ذهنه صورة الخنجر الذي يحمله ..
تحسس ظهره بتردد.. واخرج خنجراً بدا قديماً كما لو انه ينتمي لعصور قديمة
.أمسكه احدهم من ذراعه ..مستفهماً
فنقل الخنجر بـ حركة سريعة ليَــده الاخرى ..التي هوت على صدرها فاخترقه..حتى وصل قلبها فشقه ..
عندها تعالى صياح الرجال و عززه صرخات نساء راقبن المشهد بفزع بالغ  ..
وفي حركة دفاعيه تراجع المتجمهرون..
وندت عنها شهقة قوية لم تكتمل لما تبعتها الثانية ..
بددتهم الثالثه بخشونة احدثت خدوشا في الهواء ..
وارتفع جسدها بانحناءة من منتصفه عن الارض ..وقد عادت فيه حياة عكسية! ..
واستيقظ الالم داخلها ..هاجمها  بلدغات حارقة ..فأذاب ملامحها احمرار بشرتها
وتفجرت عيناها بالدموع ..واغرقت ما حولها فابتل فستانها
.. امسك الشاب .. خنجره .. وسحبه بقوة وكان اخر المبتعدين عنها ..
قذفت من بين شفتيها  ضحكات بلوريه بحواف مكسرة جارحة ..وتساقطت ..فعكست الوان الطيف ناقصة ..
مالت على جانبها .. ثم انقلبت .. وضمت اليها ساقيها .. حتى اصبحت في وضعية تشبه السجود.. تمالكت نفسها ..
واستندت الى سور الكورنيش .. ووقفت ..
وجهت رأسها الى الشاب صاحب الخنجر .. ومازال في يده .. وقطرات الدم تتساقط منه ..
وسارت إليه بغير توازن  ..تميل ميلا شديدا ..فتنثر الدموع العالقة بفستانها
حتى وقفت امامه مباشرة ..
حدقت فيه بنظرات قوية ..
..وظلت تعابير وجهه جامدة مظلمة..
فقالت واسنانها تصطك :  تحدّيك الموت .. يعني اتجاها عكسيا لعقارب الساعة !
ثم رفعت عينيها الى الاعلى ..فرفع عينيه ليرى الى ما تنظر ..
جوارح من الطيور تحلق فوقهم في دوائر ..كانت  تنتظر اشارتها ..
انقسموا في صفين و بدأوا هجوما منظما عليه ..
كل طير يقترب .. ينقره نقرة موجعة ويمزق جزءا من لحمه ويبتعد ..
صرخ .. بكل ما فيه .. بقلبه وعقله وروحه ...احد عشر مرة بعدد الطيور !
 ولم تفلح محاولاته في الدفاع عن نفسه وابعادهم عنه
..تهاوى ..و سقط على جانبه الايسر فتهشمت ذراعه ..

اكملت قائلة ..
تذكر انك كنت السبب ..
من الان فصاعدا .. ستصبح الضحكات تعبير الوجع .. وفي الفرح ستشق الصرخات سكون الكون
وسيقتات الموت على كل حب يولد ..وتصبح العداوة في كلمات السلام تحية وبعد ..
 و يعود الشباب لعجائز.. تخطاهم الزمن يوما ما ..ويهرم الاطفال وهم صغار ! ..
سيظمأ من يشرب الماء ويرتوي من يشرب الدم ..
سيعود الزمن الى الوراء ..لتتغير احداثه ..
ابطاله مصيرهم مجهول ..
وضحاياه يصبحون جناة
وستدفع الثمن ..
ثمن تحدّيك للموت ..
تجلى السواد ..بحلول الليل ..
اخذ يحاول ان يلتقط انفاسه ..بلا جدوى ..فالهواء يهرب منه ..
جحظت عيناه وفغر فاه ..
وازرقت شفتاه...
......تراجعت عقارب الساعة ساعتين
وعادت الشمس لموقعها وقت الغروب
 وجد نفسه منحنيا نحوها .. والخنجر مثبت في صدرها ..
ودموعه تنساب على خديه  ..
وانتبه الى رجال شرطة احاطوا به وقيدوه ..
لم يقاومهم ..اقتادوه معهم ..واستسلم للرجل يضغط على رأسه ..ليدخله الى السيارة ..
عندها لاحت منه التفاتة اخيره اليها ..
أصابته دهشة عارمه لما رآها بفستان أرزق !
فقال بصوت ضعيف :
الخنجر ليس قاتلاً

الثلاثاء، 20 أغسطس 2013

حياة



من على تل بدأت ..
ركضت بأقصى سرعة لديّ .. ل ثلاثين ثانيه 
وفي الثانيه الحاديه والثلاثين شعرت ان لجسدي وزنا اقل 
..فارتفعت خطواتي عن الارض ..
وفي الثانيه التاسعة والخمسين .. اصطدمت بطاقة غريبه توزعت في اطرافي واخترقت الروح ..
ف قذفها الجسد منه وهوى ببطء وكأنه يقاوم الجاذبيه ..
اما الروح ..
فانطلقت صاعدة حتى اخترقت..
واحترقت حوافها كنيزك .. فأظهرت اضاءتها ندباً احدثته في السماء ..
عندما تنسّلت خيوطها ..توقفت ..فبدت مفككة ..
ثم حلقت عائدة للأرض ..
واستشرى الم فيها عندما تمزّعت قطعا
تناثرت في الجو ..ك رماد من حمم بركانيه ..
 ماذا يحدث عندما تلامس حياه..
 الزهور .. .. تتفتح وتهب اوراقها للهواء العاشق .. ينثرها تحت اقدام الاميرات
و العصافير .. تغني وتترنح في رقصات ..وتطعم الاطفال بهجة
وفي البشر ...تطيب الارواح ..
يقبلون على الحياة بالحب والشغف ..

..و اما الجسد فقاوم خطاطيف الارض تسحبه اليها
تآكل ..اختفى ... بعد ان كاد يستسلم لقدره في باطنها

ويتبقى شيء مني
لا انا هو ولا هو انا
لكنه يظل حياة

السبت، 17 أغسطس 2013

كؤوس الدم


في احد جلسات الاعضاء السريه 

يتبادلون ابتسامات قاسيه .. وملامحهم رُسمت بقلم متوحش 
فظلل تحت اعينهم ب حقد نابض 
و قرب ما بين حواجبهم بخط متصل كثيف
من متعة مشاهدة التعذيب ..
كؤوس الشراب موزعة عليهم
.. يرفعون كؤوسهم لأعلى ..
فيرتج الشراب الاحمر القاني
ويقترحون نخباً
نخب القتل والدمار
تتعالى الاصوات صياحاً ..
نخب الانتصار ..
يقول أحدهم .. عندما تذوقه ..
ينقص هذه الدماء ان تكون معتقة..
فيقول الاخر ساخراً ..
احب طعمها وفيها روح جديدة طازجه ..
ويعّقب اخر ..
افضلها بنكهة شبابيه ..
ربنا تتحقق الاسطورة واصبح مخّلداً ..

تسمع همهمات .. تعبر عن لذتهم المتصاعدة مع كل رشفة حمراء ..
ترسم القطرات لواحد منهم شوارب ..يمسحها بلسانه ..
واخر تهرب من بين شفتيه قطرات ..
تنزلق على ذقنه ..ترسم روحاً في وضعية الموت ربما!
يرفع عينيه الى السقف ..فيخيل له أنه رأى السماء ..
وشعور بالجبروت والقدرة يسري في جسده ..
فينتفض قلبه عدة مرات ثم ..
يتوقف ..
ويسقط منه القدح وتتبعثر الدماء على ملابسه وعلى الارض ..

# الجميع شركاء في الدماء ..
ولا عزاء للأبرياء ..

الاثنين، 12 أغسطس 2013

عمر في عقد



وعدا عليها سنه في ميلاد قديم ..

تهديها الجنيه سنه ياقوته وسنه زمردة

فتخرج من دولابها العلبة المخمليه ..

مخبيه فيهم الاحجار .. 

مستنياهم يكملوا العدد لاجل تعملهم عقد تلبسه ..

من اللي عدا وفات .. بنخطف شوية حجات ..

تفكرنا بالذكريات .. صورة او لعبة ..

بس هي مخدتش غير الضحكة الشقية..

الأحد، 11 أغسطس 2013

عش عصفور



وفي قلبي عش عصفور


لساته صغير ماليه الزغب 



بستعجله يتحول ريش ..


عشان يطي


ر ..
واعلق في رجله الحلم ..لجل يوصله



..يبحلق لي ويقولي

 .. 
لكل شيء اوان بس اصبري !

الجمعة، 9 أغسطس 2013

لا اســــم لديه



لا اسم لديه 







ولعينينها بريق لا يمكن أن تخطئه.. او أن يتشابه عليك !
تنظر بهما إلى العرائس بين يديها ..
 فتبعث فيهن الحياة ..يشعرن بالامتنان نحوها
و يصطففن أمامها في أداء لأغاني رقيقة
 ربما ليظهرن لها التقدير او الحب ..
يتراقصن..و يمسكن ايديهن ليكملوا دائرة ..ويدورون بسرعة ..فتطير فساتينهن المنفوشه ويرتفعن الى الاعلى ..
وتتساقط منهن الاحذيه ..
 حمراء و برتقاليه و زرقاء و بنفسجيه صفراء وبنيه ..خضراء وفضيه
فتتغير ملامح كل شيء  في الغرفه بمجرد ملامسته لحذاء ..
اختفت الحوائط واستحالت سماء زرقاء عاليه ..ارتدت وشاحا من شفق غزلت خيوطه حمراء برتقاليه ..
وفرشت الارض ب أعشاب خضراء بريه .. احتوت بينها
زهور صفراء وبنفسجيه  ..
وتحولت بيجامتها الى  فستان  تبادل الفضي والبني نقوشاته في تحفة فنيه متلألئة..
لم تفارقها الدهشة لحظة وهي تراقب ما يحدث بتوجس ..
ولما استقر المكان من حولها ..
ظهر من بعيد ..
 وظل يقترب في خطوات صغيرة متسارعة بانتظام..
حتى وقف امامها تماما .. يبادلها نظرات بعينيه الصافيتين
حيث الحنان مرسوم بصورتها المنعكسة عليهما ..
مد يدا إليها .. فأمسكت بيده الصغيره... واحتواها ..
فتساءلت قائلة .. ما اسمك ؟
ساعدها على النهوض من جلستها ..
وقال بصوت هاديء ..
قد لا تعرفين اسمي .. لكنني موجود في كل ما حولك ..
قد أكون ملاكا حارسا من عيون حاقدة ..
او أصبح اشعة شمس تدفئك .. او سحابه تظلك .. في طريقك
قد اكون باقة من الارجوان مقدمة اليك .. ف تعتلي الابتسامه شفتيك ..
وربما تحولت الى التفاته تنذرك بخطر محدق .. فأنقذك من حادث ..
مهما تغيرت هيئتي .. ستعرفينني ..ستشعرين بي ..ستدركين وجودي ..
لأنني احيا بقلبك ..
ثم قال .. اغمضي عينيك ..
فسلمت لأمره .. واغمضت
وفي نغمات متسارعة بين دقات من قلبها و صوت انفاسها ..عزفت الفكرة سمفونيه غريبه ..بسؤال
الى أين ؟
تسلل صوته الهادئ مجددا .. يمكنك الان ان تفتحيهما ..
وجدت نفسها واقفة فوق سحابه ..تطير بعلو شاهق
 ارتجفت لما سرى الخوف في جسدها ..
ف شدد قبضته الصغيرة ..على يدها ..
وساعدها للتخذ جلسة مريحه بفستانها .. و جلس بجوارها ..
اخذ يحدثها عن كل ما يمرون به ..
من بلاد وعجائب واسرار و مشاهد لطبيعة خلابه  ..
استمعت له وشعور بالمتعة يتملكها ..
وانتعاشة في الروح ترتفع بها لتطير بسحابة افكارها اعلى.. لتتتعدى حدود الفضاء ..
لا تعرف كم لبثا من الوقت لكن التعب لم يتوان عن الهجوم لحظة حتى نال منها نصيبا ..كثيرا
 وشعر هو بذالك ..لمّا لاحت منها التفاتة مستجديه
فآثر ان يعودا ..
اغمضت عينيها عندما رأته يفعل ذلك ..
ولما فتحتهما .. وجدت نفسها في غرفتها بين العرائس
ورأته واقفا ..
فالتقطتهم بالترتيب وجعلت تحتضنهم الواحدة بعد الاخرى .. حتى اكتملن بعددهن العشر .. بين ذراعيها ..
وركضت نحوه ودفعتهن إليه.
وقالت خذهن جميعا .. انهن اغلى ما املك ..
فأخذ احداهن وقال  ضاحكا: هذه فقط ..
لأنها تشبهك في خصلات شعرك سوداء متموجة ..
فبادرته بسؤال .. اخر ..
متى ستعود مجددا ؟ وفي عينيها قلق وارتياب ..
مد يده وبظهر اصابعه لمس خدها الوردي الناعم ..
وتمتم بصوت خفيض ..
لا تقلقي .. مهما ابتعدت فسأظل منك قريبا ..
ستجدينني كما اخبرتك في كل ما حولك ..
حاولت ان تستبقيه اكثر ..
خرج صوتها ضعيفا بكلمات يائسه ..وحروف متفرقه ..
في حين انه استدار عائد للمكان الذي جاء منه .. واختفى قبل ان يصل للحائط .. في فراغ اضاء بلون فضي ..
وظلت اصداء كلماتها تتردد على ألسنة العرائس .. في اغنيه تقول
لا ترحل
...... هكذا اشعر بصحبتك .. 

طفلان يجوبان العالم بحرية مطلقة
فلتبق  .. ساعة او اثتنين .. يوما او اثنين .. شهرا او اثنين .. عاما او اثنين ..
                                                 او ابق للأبد






الأربعاء، 10 يوليو 2013

قرط




وقف أمام مكتبه..
وفتح دُرجيْه بقوة ..اهتز لها كل ما سكن فوقه ..
وتسابقت بضعة اقلام الى الارض ..
وهوى في اثرهم قرط لؤلؤي ..
رفع رأسه للحظات .. ومسح وجهه بيديه ثم انحنى ليلتقط القرط ..
تحسسه بين اصابعه الطويلة ...فلاحقته الاحلام ..
عندما اقترب منها هامساً .. اشتقت إليك ..
فسرت في جسدها رعشة خفيفة .. على وقع تلك الحروف ..
شعر بها وهو يبعد شعرها عن عينيها ويقيده خلف أذنها ..
ناولته العلبة الصغيرة .. أمسكها برفق واخرج منها قرطين ..تحسسهما ثم قرّطها ..
وهو الذي لم يعتد ان يسلم نفسه لمشاعر تقوده ..
ارتدت الابتسامه شفتيه .. وبريق عينيه يُشهر بحياة تولد بين جفنيه ..
وعزف قلبه سمفونيه عشق ..رقصت على انغامها الروح ..
احاطها بذراعيه ..واقترب حتى اسند جبينه إلى جبينها ..
انتبه لدموعه التي سالت على خديه بعد أن احرقت ما بداخله اولا ..
بعثرها بعنف .. وامسك قلم رصاص ..وجذب ورقة ..وهم بالكتابه ..فانكسر سنه..
وكأن صوت انكساره صدر من اعماقه وليس من القلم ..
وفي مبراة اداره عدة دورات ..
فكتب ..عــو ..وانكسر سنه مجدداَ ... لتمسك الاحلام بتلابيبه ..
يوم وقفت امامه تصرخ باسمه وينحشر صوتها ..فتسكت قليلا ويظنها هدأت ..
ويبدأ في الكلام ..
اعدك..أنني سأبقى هذه المرة بقربك ..ولكن اهدأي ارجوك..
أعدك ..
فرمت إليه نظرة فهمها.. وأيقن .. ان وعده سيظل معلقاً في الهواء ..
..ادار القلم للمرة الخامسه ...وعاد لورقته ليكمل ..
*عودي ..أرجوك..اعدك
اطال النظر الى الحروف التي رُسمت ببشاعه وشاركت في تكوين تلك الكلمات ..
وسقطت عليها دموعه .. لتمحو معظمها .. ولم يبقى منها الا ..
ود.....ا...اع ..

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

عبثية جذابة










عندما تعبث مع الانثى لتكشــف أعمــق اسـرارها المدفونة ..
كل خيط تجده ..يجذبك اكثــر ..
فتـقترب لتحصل على صورة اوضح ..
حتى يرفض عقلك تكبير الصورة اكثــر ..
قد وصلت عيناك إلى حدها الاقصى في الرؤية ..
ف تبدأ بوضح التفاسير والافتراضات ..
عل احداها تكون هي الطريق إلى المغزى المخبأ ..
عبثية جذابة تخطفك بمزيجها ..تعطيك ثقة الظنون انك أصبت فيها المدى ..
ولكن يبقى قلبك متململاً ..يبعثك دعوة للخروج ..
فهو يشعر بخطر يلتف حولك ..ببطء ..
وإذ لم تتحرك ..اطبق عليك ...ودُفنت به..
وتنطلق روحــك التي من جسدك تحررت ..إلى بقعة منسيّة ..
تجد فيها الكثير من الارواح المبعثرة سبقوها
يشعرون بالضياع ..لكنهم مازالوا يبحثون !!
فقد فتنوا بجمالها عندما اقتربوا اكثر من الحد المسموح ..
فتصيبهم لعنة ...تحكم عليهم بالتيه في ارضها ..
وهم لا يعلمون أنهم حتى بعد مماتهم

بقوا أسرى مسجونين ..لها

 

الاثنين، 10 يونيو 2013

حنـــين






في جلسة حنين افتقده

افتقدت همساته وضحكاته ونظراته

في مكان غير المكان وزمان غير الزمان

ربما جمعتنا ليلة..

امتزجت فيها ضحكاتنا بانسجام احساسينا

اتأمله بنظرات حانيه تحتضنه في كل لحظة

ترسم له في ذهني صورة زيتية بكل تفاصيله

في كل حركاته وسكناته

استرجعها وتتحسسها اصابعي برقة علني استعيد لحظاتي برفقته

انساني نفسي وحياتي

واصبح هو انفاسي وقلبي ودقاته

يطفيء شمعة الوحدة في المكان بحضوره

وينيره بحبه واشتياقه.......

يبعثرني ويعيد نظم اختلافاتي

بيد واثقة تعرف مواضع كل ركن فيها

يترك لنفسه علامات هو وحده يعرفها

ليعيد في كل مرة بعثرتها وجمعها

تجعلني في حاجة دائمة وشوق متجدد وحب لا يرتوي