الثلاثاء، 25 فبراير 2014

رعشة


إجابةً لسؤالك ..

فهي رعشة تقف خلفك مباشرة ..
تشعر بلمساتها الخفية
فإذا التفت .. لن ترها ..
تنتظر لحظة انقضاضة ..
تدخلك من قفاك..
وبلمحة تنتشر في أنحاءك ..
تتولد رجفات على إثرها ..
و ..

ولكنها لازالت تنتظر ..
فلا هي تختفي
ولا ينام فيك الخوف ! ..

أرجوك ..
لا تتعلق بأذيال فرحتي القديمة !
فأنا لا أحب النظر إلى عينيك
بينهما ليل ونهار
 في شجار دائم ..
يتراشقا نجوماً ملتهبة ..
تخطيء إحداها ..
وتصيبني
في قلبي
لتزيده احتراقاً

 الدموع تتتسابق ..
وتحمل أجزاءاً من الحقيقة ..
وحده القمر يكون شاهداً  ..
لكنه لا يحرك ساكناً !..


سألتقطه من السماء ..
و عندما يمس الوجع..
سيتناثر تراباً فضياً ..
ثم ينطفيء ..


لا .. لا ..
تحشر شفقة في قلبي الممتلىء
هكذا يتوقف عن النبض !


سيفتقدونه  وانا !
رغم أني قاتلته..


لماذا اعترف بالجريمة
لأنها ليست اول مرة أموت فيها ..

كيف أعود إذا ً
من العالم المجهول ..


أعود بالعشق ..
مع الفارق ..
تتسع رقعة الظلام..
حولي ..

لتنتهز الرعشة ..
فرصة ..
انقضاضة نهائية ..

















































 














 

الخميس، 20 فبراير 2014

تذكرتي السفر

تذكرتيّ السّــفر
...................................

تضيء الشمس المتطفلة من النافذة
 أنوار الوعي ..
فينسحب النوم سريعا ..
وتصحو..
تمد يدها إلى الساعة العجوز بجانبها ..
إنها السابعة إلا عشرة ..


أطفأت المنبه ..الذي أفاقت بدونه ..
أبعدت عنها الغطاء ..
وقامت ..
فتناثر عنها الكسل و حلم مخيف  ..

جاوزت باب الحمام ..
بعد أن لفّت شعرها بمنشفة ..
أخرجت الملابس التي اختارتها للسفر
من الدولاب ..


وقفت أمام المرآة تضع اللمسات الاخير
بقلم الكحل فوق عينيها ..
و بإصبعها الصغير ضغطت عدة مرات
على شفتيها ..
 لتخفي اثار لون هارب خارج حدودهما ..


جرّت حقيبة السفر إلى الباب ..
وطافت بأرجاء المنزل ..لتتأكد
أنها لم تنس شيئا ..

الساعة تتابع سيرها الوئيد ..
لديها ثلاثون دقيقة من الان
وحتى موعد وصول السيارة التي
ستوصلها للمطار ..


هرولت إلى غرفتها ..
وفتحت درج الكومودينو
أخرجت تذكرتين..
وراجعت وجهتيهما المختلفتين ..
وزمنيهما الواحد ..
واسمها يتكرر فيهما ..


أدخلتهما بعناية في حقيبة يدها المذهبة..
واقتربت من النافذة ..
تابعت ظلال العصافير المتراقصة ..
فوقها ..
ينشدون لحن رحيل اخر ..



على رف الدولاب..
وقفت تراقب عدة قلوب مرصوصة
وبجوارها مشاعر مشعثة ومتداخلة ..
تفحصتهم ببطيء ..
فأصابتها ذكريات كادت تفقدها توازنها ..
استندت إلى باب الدولاب ..
التقطت أنفاسا شاردة ..
ادخلتهم بلا ترتيب في حقيبة زرقاء صغيرة ..



سمعت صوت فرامل يعلو ..
اسرعت نحو باب المنزل ..
ساعدها السائق
في وضع الحقائب داخل السيارة ..
وانطلق ..

نزلت أمام احدى بوابات صالة المغادرة الدولية ..
دخلتها ..
استكملت اجراءات السفر
وحصلت على تذكرتها إلى الاسكندرية


وعند موظف اخر ..
حصلت على تذكرة سيدني
وشحنت الحقيبة الزرقاء ..

أرشدتها المضيفة إلى مكانها ..
وضعت الحقيبة في المكان المخصص لها فوق المقعد..
ثم جلست..
أضاءت شاشات صغيرة ..
تعلن عن وجهة الرحلة..
موعد الوصول المفترض..
المسافة المتبقية ..
ومعلومات اخرى ..



تنهدت بحرارة لما تذكرت
حقيبة المشاعر التي ستختفي في سيدني ولن تعود ..
كيف أرقتها الاحزان كثيرا ..
و مشاهد بغيضة ..
وندوب يحدثها كل رحيل  ..

استقبلها أفراد من عائلتها في مطار الاسكندرية ..
وعادوا معها إلى المنزل ..
اضيئت الانوار .. بدفء ابتساماتهم ..
حتى أن الساعة تعرقلت عدة مرات ..
بوهج السعادة المنبعث في الارجاء ..



في صباح اليوم التالي
تلقت مكالمة من شركة الطيران ..
تخبرها أنهم وجدوا حقيبتها في سيدني ..
يبدوا أن خطأ ما قد حدث..
وسيعيدون إليها  الحقيبة  !


وبعد أربعة أيام ..
كانت تبادل حقيبتها العائدة نظرات متسائلة !



هكذا حملتها غاضبة ..
وخرجت من المنزل ..
اوقفت سيارة اجرة ..
وأرشدته إلى دار أيتام ..

هناك قابلت مسؤولا ..
تبادلا تحية وبضع كلمات ..
وأخبرته انها لم تعد بحاجة لما في الحقيبة ..
وهي لهم ..
شكرها ..
ثم اتخذت طريق الخروج ..



استلقت على سريرها في هدوء..
تراقب القمر  ..
من وراء الستاائر الخفيفة ..

أدركت أن تجويفا مظلما  يقع
فوق قلبها ..ازداد حجمه
مررت يدها بقلق دخولا وخروجا منه ..


أغمضت عينيها ..في محاولة يائسة ..
لتستجلب الامان ..


لم تنم يومها ..
ولا من بعد ذلك أبدا ..