الجمعة، 26 أكتوبر 2012

سبع دقائق


 

رشف من قهوته بضع رشفات ثم اعادها إلى مكانها ولم يكمل..
تكاثفت الافكار وتشابكت ..حتى ظهر اثاراها على جبينه بقطرات متتابعة من العرق
مكث في مكانه بلا حراك حتى تصلب جسده
بدأت الصور تزيغ أمام عينيه ..فتتداخل الالوان وتتيه التفاصيل
ثم وقع وترددت اصداء الارطدام
ف غاب عن الوعي..
الدقيقة الاولى
ظلام يبتلع كل شيء..كل شيء
ارجوكم اخرجوني ..ارجوكم ساعدوني ...
انا هنا هنا هنا ...
الدقيقة الثانية
مرارة القهوة تزداد حدتها ثم تختفتي وتعود ثم تختفي..
لن تجبروني على العودة معكم..
انا لست خاطعا لكم ولي ارادتي الحرة..

الدقيقة الثالثة..
انها انت التي احلم بها دوما ..
عينيها الجميلتين ويديها الناعمتين وبشرتها البيضاء
صوتها الرقيق ...الذي يداعب أذني ليوقظني من سبات عميق

الدقيقة الرابعة
ألم يعتصر الجانب الايسر من رأسه
وعينيه تمتلأن بالدم وتدمعان بغزارة..
ودموعه حمراء..
الدقيقة الخامسة..
طفل يمسك بيدي يشدني ويرشدني الى الطريق
فأتبعه ولم انتبه ..وسيارة اتت مسرعة ..
وقد سبقني بخطوتين ..فارتفع جسده الى السماء حتى حجب نور الشمس
الدقيقة السادسة..
ظلام اطبق على كل شيء حتى نفسي ..اظلمت فلم اعد اراها
أين انا .؟!
..انه الصوت الرقيق..
يصرخ ولكن كلماته غير واضحة
اا..ت بخ..ر
حس...   اجب..   .جوك..
انها اليد الناعمة ترفع يدي وتعيدها..
..لا تقلقي ..يا صاحبة الصوت الناعم انا بخير..
كل ما في الامر انني لا ارى نفسي ولا استطيع الوصول اليك..هكذا قلت ويبدو انها لم تسمع ..فأعيد الكلمات.. ثم
..هدوء يعم المكان..
اين انت ..!!
ويجيبني الصدى اين انت !!
فتحت عيني ببطء فابهرني الضوء ..والمني..
كح كح كح...وسعال جاف اتعبني..
كررت التجربة وتأقلمت عيني..ورأيتها بجانبي وحولها اخرين لما اتبينهم..
سألتها
أين انا ؟!
قالت..بصوتها الناعم..
لا تقلق انت بخير.الان.
شاغلتني اشعة الشمس الصباحية
فأذهبت النوم واستيقظت..
وجدتني على سريري ..
يبدو ان احداثا غريبة مرت ..
ولا استطيع ان اتذكر الكثير منها ..
لكن ما اعيشه هذا بسبب ذاك الطفل ..
لقد اصابتني تعوذية ما بسببه
من بعدها ..روادتني تلك الاحلام
واخذت تثير في نفسي الرعب ..
وتزرع في عقلي الفكرة..
بأن علي الاختيار بان اكون سلاحا للموت او ان اصبح ضحيته !!
وقد اخترت طريقي ..

الدقيقة السابعة..
تصلب الجسد وخرجت منه انفاسه الاخيرة..
ثم عادت له الحياة بشهقة قوية..
اعادت فيه انفاس الشر الكامنة..

 

 

 

السبت، 6 أكتوبر 2012

قارب الحياة

 
 
ثقُل قارب حياتي .. فاضطررت لاتخاذ قرارت جديدة..
رميت بعضا مما يمكن لقاربي الاستمرار بدونه..
وخففت بعضا من ما كنت اعتبره سابقا اساسيات واصبح الان ثانويات..
خرجت شخصية القائد لتمسك بزمام الامور..
واختفت بعض دلائل لدلال استمر قرابة الثمانية عشر عاما..
واخفيت رقة وأنوثة وارتديت ثيابا عملية للحياة
ثيابا تتحمل المصاعب والمشاق..كالتي يرتديها بناؤون وحمّالون..
ولم يكن سهلا هذا الاختيار..
ولكن الحياة توجب احيانا ما لا نحب..وتجبرنا احيانا على ما نكره

الأحد، 30 سبتمبر 2012

انا بطلت اجاملك

انا بطلت اجاملك خلاص..
واللي شوفته يخليني اقولك كفاية ...
خُلقي بقى ضيق..والكلمة عندي باقت بحد السيف
عرفت ان الحب الخالص من الاب والام بس..غير كدا لازم يكون فيه خد وهات
وانتي اللي يعيش فيكي ..يدي ويدي ويدي ويدي ....
...
ويستنى ال هات ...بس مبتجيشش
اسفة اني بقولك كدا
بس انا مش هقدر استحملك بالشكل دا
...عارفة
كان فيه حجات صغيرة بتدي للحياة بهجة جميلة رقيقة..
حتى الحجات دي ضاعت وسط زحامك
واقع غريب ميتغيرش في يوم وليلة..دا عايز يتصرف عليه اعمار وصحة بني ادمين
محدش يقولي انتي صغيرة وهو انتي شوفتي حاجة..
يا جماعة بليييز !!
لما كنتو في العشرينات ..واقعكو مكنش كدا !! من عشر سنين فاتو الحال مكنش كدا !!
والعاقل اللي بيقدر يشوف مقدمات حجات كبيرة من حجات صغيرة
......
الواحد مبقاش عارف يضايق ولا يعيش من غير احساس
ما هو الواحد هيتجرح مرة ويتألم مرة بس مش كل مرة هيحس بنفس الجرح بنفس الطريقة !!
وانتي جرحتيني في اغلى حاجة
في حبي ليكي ووطنيتي فيكي
اسفة اني بقولك كدا
بس مش هقدر اجاملك تاني

الأحد، 2 سبتمبر 2012

لا شيء

انغام الموسيقى وصوت يدندن معاها في انسجام تااام....ثم لا شيء
رجل طاعن في السن احنى الزمن ظهره ..يمشي ببطْء..متجها إلى....لا شيء
مجموعة اطفال يلعبون بما يشبه الكرة..ربما كانت هكذا في يوم ما ثم ركلها احدهم
فاختفت إلى....لا شيء
إمرأة تحمل في جوفها ربما واحد او اثنين او ثلاثة..ربكم اعلم بما في الارحام...
تخطط لاحداث مستقبلية وترسم خطوطا مبدأية...ثم لاشيء
بضع اشخاص اصيبوا في حادث سيارة فأتت بهم سيارة ...
الاسعاف الى مستشفى
حيث هرع الممرضون وأطباء...يدخلونهم على اسرة متحركة....ثم.. لا ..شيء
عائلة يجتمعون كل ليلة على ضوء ضعيف من شمعة يرجونها لتبقى معهم اطول وقت ممكن
يعيشون بالقليل وحياتهم فيها الكثير من المعاناة...إلى أين...ثم لا شيء
وكثيير مما لا يمكن أن يتخيله عقل..يجري في لحظة واحدة

صورة في كل مشهد لم تكتمل...
ربما تسير الاحداث الى ما يسر او تنعطف إلى سيء وربما اسوأ
تصور فوق الادراك البشري..ونظرات مختلسة من وراء تلك الاسوار..
تحكي حكاية وتغزل خيوطها في اسرار هؤلاء..
.....
سنتابع معهم ولكن في الحلقة المقبلة :) :)

السبت، 1 سبتمبر 2012

العاشق

 
 
ذاك العاشق الذي
بلغ في عشقها حد الجنون...
أحب رسمها في أحلامه

اوجدها في كل لحظاته
كتب فيها اشعاره
فألانت له جانباَ ..فظن انه احتل قلبها..
واصبحت السعادة عنوان حياته
...
وازداد بها تعلقاَ وشغفاَ
حتى أتت لحظة..
حطمت نفسه وتركتها أجزاءا..
وقف مذهولا عاجزا عن الحركة..
وهي تمسك بكل صورة رسمها وحلم جمعهما لتصبغهم بسواد كئيب
وتنشر الفوضى في ارجاءه
وأخبرته اسباباً ليس لمنطقها وجود
واختلقت أعذارا مضمونها الهروب
وتركته خلفها يحمل بين يديه مستقبلا مات بالغدر مسوماً

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

اللافكرة

 
هم  قلمي  بالكتابة ..فأصابته اللافكرة في رصاصه
فلم تستطع الورقة احتواء كلماته
فكيف تكون اللافكرة موجودة في عالم واقعي ملموس
وكيف توصف لا فكرة في عالم الكلمات  المحسوس
اذا لاعترضت الحروف  عن المشاركة في   كيان   لا يدركه  عقل  ولا يبصره قلب 
فجادلته ..فامتنع.. فأخضعته  بين اصابعي
وكتبت..
اللافكرة  جزء من  كيان كل انسان
قد يستخدمه في  خلق ابداعاته و وصنع جديد يضيف للبشرية
عالم خال  من اي تفاصيل
يوضع فيه كل  تصور  بقياسات  لا تخضع  لقوانين  ريا ضية
ويصبح الزمن  أداة  مفعول به  لا فاعل  غير قابل للسيطرة..
فتبنى عوالم  موازية   حرة في  تشكيل  مدنها وطرقها  واختيار من يعيش فيها
 
فلا اعلم هل اقتنع  بما اقول  ام انه جاراني  ليتخلص من قبضتي..
ولما انتهيت ..كتب هو كلماته في الخاتمة ...
 
لا يمكنكِ ان تصفي اللاوجود بكلام موجود..
فكل كلمة هي من واقع  حقيقي  يضاف اليه  بعض  الخيال من الامنيات
ففي النهاية  انتم البشر لا يسعكم  الا محاكاة ابداع الخالق في كونه

السبت، 25 أغسطس 2012

مرارة الفراق

 
 
 
حاولت شرب القهوة ..لتغطي مرارتها على مرارة فراق وغصة رحيل
فإعتدت مرارة القهوة وما زال الفراق يزداد طعمه حدة ومرارة..
وكأنه جرح اذا طاب وقارب الشفاء..لا تنفك الايام تنكؤه ..
فإذا حل سرق الضحكة واسقط الدمعة واسكت الكلمة
وانزل آلامه في الأفئدة النابضة
فإذا زال طعم اخر رشفة من القهوة...تركت رواسبا في الفنجان

لحظات


 
تمضي لحظة تلو الاخرى..

 
تستعجلها وتخطفها لتتسابقن نحو المستقبل..

 
اراهن يتسابقن ..يتضاحكن..ويمضين بروية اخذين الماضي معهن


 
فتكاد تمسك بتلك..تشعر بها اناملك..فإذا احكمت قبضتك اختفت


ولا يبقى غير ذكراها من بعيد..

ويأتي غيرهن..مغيرين في ما سبقهن..حتى يخيل إليك انك يوما لم
ت
كن حاضرا فيها
وإنما قصة تحكى لك..غزلت خيوطها في ماضٍ سُمي بإسمك..
 
منذ يوم..تجمعت لحظات وكتبت لتكون ملكك وغير ملكك في ان

واحد
.......

الجمعة، 24 أغسطس 2012

 
 
 
تبعثرها الرياح ثم تجمعها..فاذا اجتمعت اكملت نواقصها والتحمت اجزائها
ومجموعها في قلوب عاشت سويا وتآلفت بحب نقي...و احداها حلم يبحث عن مكانه ليكملها ..لكن الريح لم تدعه و اخذته معها ورحلت ..ليُكتب في كتاب العمر مفقود ..
واحلام تخطف من مهدها وتكدس داخل صناديق سوداء وتكبر في ظلام يعميها عن ابصار نور الحياة...فلا عاشت ولا ماتت وبقيت معلقة على خط دقيق يفصل بين حياة فانية واخرى باقية
.........
بقلمي :)

لوحة فنية

 

السبت، 14 يوليو 2012

نظرة ساخرة

نظرات مخطوفة وروح بين حياة وموت
فاذا انتظم صوت جهاز رسم القلب هدأو قليلا..
ولا يلبث حتى يبث في قلوبهم فزعا شديدا..
معلنا  في رناته المتسارعة ف تتابع
ان صاحبه يحتضر واذا خرج نفس قد تصاحبه نفسه..
أمام مرأى الجميع ...في ذهول اخرس كلمات وقطع على الامل طرقات
البعض يصرخ في خفوت
والاخر يخفي في جوفه ابتسامة شماته
والبعض ينظرون بلا مبالاة او تأثر ..فلم يعد الامر يعنيهم منذ وقت طويل !!
وفي كل لم يعد بيد احد ان يغير يوما بما كتب فيه وحل ووقع
حادث اصابه..ولا يعلم اكان يستحق ما لحق به ام لا
تفاصيل الحادث لم يفصح عنها
المجرم بيننا تكاد الايادي تحيط بعنقه غيظا وحنقا على ما قدمت يداه
ولكننا ف زمن يحمي فيه الامن مجرمين دونا عن ذوي الحقوق
وفي كل نفضة تجتاح جسده الضعيف ..تنتفض ارواحنا لها
وفي كل نفس يعود تجتهد قلوب بالدعاء
ويزداد التسارع تسمع اصوات الاطباء وهيا تعلو في حركاتهم اللي تبدو مرتبكة في محاولة لانقاذه
بقيت ايام !! بل ساعات ..لا انها دقائق...ثوان ..
تحدد المصير
المصير المكتوب الذي نسير معه واليه
نسببه بافعالنا المكتوب نتائجها
ثوان محسوبة من عمر كل انسان شارك ف اختيار
وسيشارك مجددا لتاكيد الاختيار!!
اختيار يعود فيه الصوت برناته المميزة في غرفة
سكت كل ما فيها هولا
او ان ينتظم ف رنة واحدة
صارخا بكلمتين !!
حلت نهايتكم
مشيرا اليه وقد استكان جسده وشحب لونه
واكمل
بدءاً من نهايته هو
وعلى شفتيه نصف ابتسامة
ونظرة ساخرة
                                                                                             بقلمي: بسمة طارق