الأحد، 7 سبتمبر 2014

حديث جانبي بين ملكين

حديث جانبيّ بين ملكين
..............................

من العدم ..
ظهر في اماكن متفرقة من الغرفة ..
 يدان ..
وساقان ..
واجزاء مبعثرة من الجسد ..
 اقتربت ببطء من الظل
 الواقف فوق السجادة ..

وبدأت تتخذ أماكنها الطبيعية فيه ..

ارتفعت اليدان بمحاذاة أذنين مقلوبتين ..
وكبر..
فتخلل صوته فحيح أفعى  ..

فتش عن الآيات فوجدها مختلطة ..
ولم تسترسل
القلب الذي يسكب الآيات على لسانه
 لم يحضر بعد ..

فقد سكن طيراً كان يتردد على نافذة فتاة ..
ألفته ..
وأشفقت عليه من أنفاسه السوادء..
 أولته عنايتها فترة من الزمان ..
فأطعمته طيبة مشربة بالحنان ..
..
كبّر ثانية ..
...
هالها المشهد لما بانت حفر صغيرة في يدها على اثر نقراته المستمرة..
وانتحار زهورها الصغيرة النامية
على كتفها ..

تقصت الحدثين في فزع..
فالطير يفعل ذلك متعمداً ..
بعدما حاولت منعه مرات ..
فكادت له ..
..........................
كبّر مجددا ..

انتصب واقفا ً ..
فوقعت عينه وتدحرجت  قبل
 أن يستعد للسجود ..

لم يستطع أن يحتفظ بتوازنه ..
فركبتاه لم تحضرا أيضاً ..
سقط ممدا وسال نصف وجهه الأيمن ..
........................

بعثت الساعة عقارب مجنحة ..
قصقصت ريشاته ..
فطار  ..
عائدا إليها ..

التصق بالنافذة المغلقة..
فرد جناحيه بأقصى ما لديه ..
ثم بكى كطفل خائف..
فتحتها بهدوء ..
أمسكته من رجليه ..
وسحبته بقوة ..
وضغطت على عنقه بيدها الاخرى ..
فانشق صدره ..
وتبخرت دماؤه السوداء ..

على اثر صدمتها ..
لم تدر ما تفعل ..
ولو انها احتضتنه ..
لبقي حياً ..

لكنها وضعته في كيس ..
وربطته حول معصمها ..
لبست قبعتها ..لتخبئ شعرها ..
وانتعلت الصندل ..
وركضت ..نحو الشجر العجوز ..
القابع خلف المنزل ..

عند شجرة تفرقت عنها الزروع ..
جدلت حبلا من خيوط الشمس ..
وعلقت الطير من رجله ..
على الغصن الوحيد ..
وانطلقت ..
....................

  قال : الله اكبر ..

طارد في ذاكرته ..
سورة الفاتحة  ..
فعثر بدلا منها على صندوق ..
تفوح  منه رائحة كريهة ..
أرغم أنفه على احتمالها ..
وفتحه..

وجد  ورقة طويلة ..
بعدد سنين عمره أو أقل  ..
مقسمة إلى قوائم ..
 معنونة بأسماء غريبة  ..

_ معدة ذهبية وهواء مثلج..
_   صفقات الخلد..
_قتلى على قيد الحياة ..

وتعددت اسماء كثيرة ...
اول قتيل ..
كان جاره ...
لم يُذكر  تحته كيف مات ..
اخته الصغرى
 وتلى اسمها فراغا كبيرا ..
صديق قديم
كُتب بعد اسمه..
أراد أن يعبر أرض الموت ..
ليعود ويقصّ ما يجده ..

اتفق معه على حفظ السّر ..
وإبقاء الطير ذي الانفاس السوداء في لأمان ..
الذي سيكون معبراً  يعود به للحياة  ..
بعدما أقحم فيه من روحه جزءاً ..

ونسي الصديق أن الاجساد تفنى ..
والعهود يورايها الزمن..

ترك الصندوق..
.ليجد نفسه جالسا ..
للتشهد الاخير ..
لا يدري هل أنهاه أم لم يقله ..
لكنه سلم عن يمينه وشماله ..
وقام من جلسته ..

وفي حديث جانبيً بين ملكين ..
قال أحدهما :
لما تحضر روحه قط ..

هناك تعليق واحد:

  1. في حاجات بتقراها بيقف عندها الزمن ، زي رشفات القهوة السحرية الي بتكون الحياة على شاكلة جديدة بعدها ، دي حاجة كدا ، قصة تجعلني أشعر بقشعريرة من خلف راسي لتغمر كل جسدي و تضعني في حالة روحية رائعة.... مبدعة ))

    ردحذف