الخميس، 28 أغسطس 2014

انشق القمر


 في سجن اصابعهما المتشابكة ..
حبسا الحب ..
الذي استنجد بالطير
واشعة الشمس الغاربة 

انتبه إلى بريق الضحكات المتناثرة حولهما ..

انحنى يجمع ما تصل إليه اصابعه منهم
 ويبقيهم في يديها الدافئتين ..

اخرج من جيبه كيس بالونات ملونة ..
فتحه ..
واخرج واحدة ..

أخذ منها بعضهم..
وادخلهم فيها ..

فانتفخت ..

احكم ربطتها ..

عزفت دهشتها الهادئة لحن بهجة ..
طربت لها روحه ..

وهكذا فعل في عشر بالونات اخرى ..


ثم قال  :
 ألديك خيط او ما شابه ؟!


فردت بإبتسامة :
قد أجد لك معي  ما يصلح ..

فكت ربطة شعرها ..
فاسترسل

 يتخلل خصلاته همس الرياح ..
في مشاغبة أو مواساة ..


ناولته إيها ..

ربطهم فيها ..

همست له :
كم اعشق الطيران ..

فمال عليها وقال :
امستعدة انت ؟ 

إذا كنت كذلك ..
فلتغمضي عينيك ..
ومدي يدا واحدة ..

بحماس شديد ..
فعلت ما طلبه ..
تمهل بضع دقائق ..
نادت بنفاذ صبر ..

لم يجبها ..
فتحت عينيها ..
 ماذا تف .....عل ؟

راح يراقب تأرجح البالونات في الهواء ارتفاعا
وقلبه ينتفض فزعا ..


بين التفاتين ..
وقع جسدها ارضا ..

من أين جاءه هذا الخاطر اللعين !
أن يربط البالونات بقلبها

بدلا من معصمها !

زعق بشدة ..فجرت الاما حارة في عروقه ..
تبعثر جسده قطعا على الارض ..
وتجمعت على القمر ..

جلس فوقه
محيطا ركبتيه
 بذراعين شبه ملتصقتين به ..

هاله ما رأى ..

قلوب  تخلت عنها الجاذبية ..
وتركتها هائمة في الفضاء ..


كيف سيعرف قلبها من بينهم ..

ارتجف  من تحته القمر ..
ونمت فيه شقوق ..


استجمع بقايا لهفة ..
وضم إليهم نظرتين مغرمتين ..

صنع منهم نايا ..

نادى به

احساسا خبأهما
 من المطر ..

ودفئا كاد يشتعل  ..

بين ضمتين ..

و 
رقصة لروحين ..
على النغم ..


انشق القمر ..
ابتلعه ونايه ..


أعاده حيث كان ..
بقرب الحسد المسجى
على الشاطيء ..

وهو لا يزال مستمرا في العزف ..

حلقت عدة نوارس فوقها ..
رمت ريشا و خيطا به بالونات ..
يمسك قلبا لا يزال ينبض ..
وانطلقت بعيدا ..

سعلت برقة ..
فتحت عينيها ..
واعتدلت جالسة ..

وشاهدت خيط البالونات ..
متحلق حول ساعدها ..

فقالت بحماس ..
كم أعشق الطيران ..

صرخ قائلا :
هذا جنون ..


وركض إلى البحر ..
حتى شعر بالصدف المتكسر يخزه ..
قبض بكفه مرة ..
وعاد..

 انتقى اكبر قطعتين ..
اعطاها واحدة

 وقال :

هذه بالونات للفرقعة فقط يا حبيبتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق