الجمعة، 24 يناير 2014

طفل في الاربعينيات


تكسرت عقارب الساعات..
لما عرقلت سيرها الرتيب..
قوى خفية..تفجرت من باطن الارض..
حينما التقطت دمعات..
الطفل الباكي..
يبحث عن حلواه الملونة..
التي كان يمسكها بأصابعه الرقيقة..
عندما اصطدم به احد المارة..
تجمد كل شيء
للحظات..
ثم دبت الحركة في كل الاجسام الساكنة ..
حتى تلك التي لم تتحرك يوما..
كإشارة المرور البائسة..
والارصفة المتقرحة ..
حقائب اليد تطايرت باندفاع وانفتحت..
فتحرر كل ما فيها..

 نثرت صناديق القمامة ما فيها..
بكت كثيرا بصوت متهدج غريب..

 احمرت قسمات وجه الطفل الصغير..
وهو لا يزال يكد في البحث..


عندما ادركوا جميعا انهم سجناء ..
في الداخل..
تحولوا الى بوابة الخلاص..
من عينه اليسرى

عاد الزمن لخطوه مكملا..
بعد ان سرق عشرين سنة من الموجودين..

تزاحموا..تقطعوا .. والتصقت اجزاء لم تتآلف سويا
شاهدهم وهم يصنعون بوابات جديدة في مناطق اخرى من جسده..

خلال صدره و تحت ذراعه وباطن ركبتيه..
تألم بشدة..

حتى فرت الدموع غصبا..

صورة حبيبته المهترئة ..
و فستان ابنته..
اوراق مكتبه..تذاكر السفر..
والداه ايضا..هما بالذهاب..
العابه القديمة ...
وجوه كثيره ..
خرج بعضهم بتفاصيل ناقصة..
كمن فقد عينا او قلبا او ابتسامة..

ركض وراءهم..
فيفر ما هو منه ويختفي كل ما يلمسه منهم..
وكأنهم انعكاسات اضواء متراقصة..

ادركه التعب..
وهو يحاول منع الاخرين..
ولم يستطع..فكف عن ذلك

بقي الطفل جسدا صغيرا..
يحمل ملامح الاربيعنيات..
يواصل البحث في داخله
و لا يدري ما الذي يقتفي اثره !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق