الاثنين، 27 مايو 2013

أحبك



نصل السكين الحاد عندما يقطع وريداً ما ..
ف يلطخ الدم كل ما حوله ..ويتجمع في بحيرات حمراء تلمع لسخونتها ..
وقطرات تنزلق على الحائط تتسابق في خطوط متعرجة  الى الاسفل ..
ف اكاد ارى حمرة تعلو خديها ..عندما تكشف نظراتي المختلسة اليها ..
تنصت اذني ل للرياح ..
ف يصل إليّ معاها ضحكاتها التي تملأ الاجواء بهجة ..
أكاد اراها امامي .. وهي تتابع الشفق الاحمر  باصابعها وكانها تبحث عن بدايته ..
فتتجسد رسوماته وتنتنزع من السماء وتتجه نحوها في دوامات مشعة ..
لتحيط بها و تشتد الرياح ..تتجاذبها من كل اتجاه ..وتفقدها توازنها وهي تقف فوق المنحدر .

لأجد بحيرات الدم تتسع اكثر فأكتر ..حتى تصل إلي ..
ف أنغمس داخلها وأغرق .. تسحبني الى الاسفل ..واستنجد فلا يخرج لي صوت ..
...واترك نفسي للكيان الخفي الذي يشدني ويمزقني من الداخل ..

ويكتسب بياض عينيها حمرة ..لاذعة .
... ف يزداد هلعي ..وتضطرب انفاسي  .. ويأتي السؤال متقطعا ً بادئا ب هل ..

أذرع غريبة تتشكل من الدماء اللزجة لتحيط ب جسدها الرقيق  فتحترق بشرتها بدون نار وتسود ..وينبعث مكان الحروق دخان خفيف ..
ويتحرك ركن فمها الايسر رافعا انفها قليلا ومظهرا اسناناً ناصعه .. يخرج منها ضوء يعمي الابصار ..للحظات ..
ويسألني عقلي بصوت تسمعه أذني ..
هل انت الذي فعلتها ..؟؟
فترتجف ساقيّ  وترتفع يدي الى عنقي تخنقني بشدة ..فتجحظ عينيّ ..احاول ان امنعهما ..اقلل من قوة قبضتهما ..ف أفشل ويزداد الالم ..
وكأنهما ليستا لي ..
وأراها الان بوضوح ..
كانت تجلس بقربي وتحرك قدميها في الماء ..ويتتناثر قطراته علينا ..
وتمتزج رائحة عطرها بـ ألوان الربيع الأخّاذة ....
تقولها في انسجام ورقة ..تبعثرني .. تربكني ..
تشدني إليها ..
احبك ..
 فتتبدل ملامح وجهي وتنعكس على صفحة الماء ف لا اتعرف عليها ..
فأرتعب وتزداد ضربات قلبي حدة وتنتشنج عضلات جسدي ..
ف تزيغ عيني ويصيب رأسي ألم شديد ..يتفجر من الداخل .. ليتحول المشهد كله الى لون احمر داكن ..
يخرجون من كل جحر وثغر ..تنفلق الصخور وتنقسم الاشجار ..وتقتلع الزهور ..
اكاد اصرخ فيها اهربي من هنا ....اراهم يأتون مسرعين ..في تموجات دخانيه لا تميزها تفاصيل..الا من غضب وحقد في نظرات حادة  وانصاف رؤوس معلقة واجساد شبه مكتملة
يتكاثرون حولنا يقتربون مني ..لا بل منها ..انهم يريدون ان ينالو منها ..
يتلفون حولها ..
وانصال السكاكين تلمع في كل اتجاه ..
تخرق جسدها في طعانات متتالية ..

وتخرج انفاسي انا مع صراخها الباهت ..

فأسمع صوتها الهاديء مجددا من مكان ما ..
يقول أحبكــ ويا ليتني ما أحببتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق