داخل رأسه
حلقت الموسيقى في دوامات ..
اثارت هياجا شديدا شتت اعماقه..
فاتخذ قراره بإخراجها ..
ادخل اصبعين داخل اذنه ..استطالا .. بمجرد ملامستهما للنغم ..
أمسك بنوتة معزوفة...سحبها ..
فتحولت الى قطعة زجاجية من مرآة غير متساوية الاحرف
اكتمل العدد بخمس وعشرين جزءا ..
رتبهم متجاورين .. فلاحظ بينهم رابطا يكملهم في كيان واحد
تصاعد بخار فكرة ..اثارته فعطس بقوة ..
جلب كرسيا وحَطّه بغير اهتمام في ركن الغرفة
قال في نفسه اين هو ؟
وبصوت عال : أيها الاحمق ..
راح يبحث في جميع الاركان حتى وجده ..
عَلِقت شفتيه في ابتسامة متشفية
ها أنت ذا ..أيها العنكبوت
مد ذراعيه الى الاعلى .. واحتواه بين كفيه ..
اهتز الكرسي .. فقد توازنه .. وكاد يسقط ..
فأفلت العنكبوت .. التقطه عنقه
و انسل الى قميصه
سرت شرارة من كهرباء في جسده ..
ثبتته في مكانه
خشي ان يخلع قميصه .. فينسحق .. وهو في حاجة اليه ..
بحذر شديد ..
امسك الياقة وابعدها قليلا
ركضت عيناه باحثة عنه ..
حتى اصطدمت به..
انزلقت يده الى الداخل .. حمله برفق ..
ارسل تنهيدة عالية تعلقت في ستائر الهواء ..
نزل عن الكرسي .. وعاد الى مرآته المفرقة ..
وضع العنكبوت في فراغ بين قطعتين ..
وقال له ..
ارجوك .. ساعدني ..
وكأنه تلقى الرسالة ..
بدأ بغزل خيوطه بين الاجزاء فتتقارب حد الالتصاق ..
اخذ يراقبه في هدوء .. فانعكست صورته اربع وعشرين مرة ..
حيث عرض الجزء الاخير مشهدا من الذاكرة ..
على شاطيء البحر ..
قلوب ملقاة بلا اكتراث.. مضى عليها زمن .. فارتدتها الطحالب ..
الا اثنين
تفتحت زهورهما في جنائن .. نادت عطورها امواجا ..
تسارعت بجنون
لتلامس القلوب
فتواترت النبضات فيهم
نبضة ..
نبضة ..
نبضة ..
ثم يصعد حوت ازرق .. اُبدلت عينيه بمصباحين ..مطفأين
يعضّ الشاطيء ..تنغرس اسنانه ..
وينخلع بعضها فيه ..
فتردد الرمال صرخات مدوية ..تتطاير مع الرياح و تزعج ساكنيها من نومة هادئة..
يترك نفسه للامواج تسحبه .. ليعود الى احضان الحياة
بعد ان تختفي القلوب في جوفه
..مظلم جوفه ..
كعيني رحيل اسود
يلتقطه
ويسقطه في فمه ..
يلوكه بتلذذ ..تتكسر العظام فيُسمع صوتها كقرمشة البطاطس ..
ويقلّبه بلسانه من جانب لاخر
وهو الوحيد الذي نجا من طواحينه.. لما تمسك بجدار الخد ..
تنزلق يداه ..
فيمسك به اكثر وتنغرس اظافره في اللحم
يتالم الرحيل ..ويقذفه ..
ليجد نفسه معلقا ب شيش نافذة خشبي .. قديم متهالك .. مثبت بمفصلات صدئة على صدر رجل
يئن تحت قسوة يد النجار
الذي يمسك مطرقته .. ويشبعه ألما حتى يستسلم وينفتح ..
يخلعه ..
فتندفع عدة اكياس ..الى الارض
يمزقها بعنف ..
تنطلق منها ظلال ارواح مسروقة ..
يهربون الى النور ..
فيتوهج الوجع ويزداد حتى يغطي كل التفاصيل ..
ويعيد رسمها من جديد..
توقف العنكبوت بعد ان انهى مهمته ..
اعاد النظر في القطع مرة اخرى ..التي أبت ان تعكس صورته
رأها تجلس على ركبتيها ..
وبقطنة صغيرة ورقة متناهية ..تمسح عن ركبته اثار دماء جفت ..
وعذوبة صوتها الذي لا يزال عالقا برائحة الياسمين ..
وهي تقول :
لتكن حذرا ..
فليس لكل جرح ما يطيبه..
ارتعش لما احتضنته بروحها ..
وعندما اراد ان يحيطها بذراعيه ..
اختفت ..
ولم تعكس تلك المرآة من بعدها صورا قط
داخل رأسه
حلقت الموسيقى في دوامات ..
اثارت هياجا شديدا شتت اعماقه..
فاتخذ قراره بإخراجها ..
ادخل اصبعين داخل اذنه ..استطالا .. بمجرد ملامستهما للنغم ..
أمسك بنوتة معزوفة...سحبها ..
فتحولت الى قطعة زجاجية من مرآة غير متساوية الاحرف
اكتمل العدد بخمس وعشرين جزءا ..
رتبهم متجاورين .. فلاحظ بينهم رابطا يكملهم في كيان واحد
تصاعد بخار فكرة ..اثارته فعطس بقوة ..
جلب كرسيا وحَطّه بغير اهتمام في ركن الغرفة
قال في نفسه اين هو ؟
وبصوت عال : أيها الاحمق ..
راح يبحث في جميع الاركان حتى وجده ..
عَلِقت شفتيه في ابتسامة متشفية
ها أنت ذا ..أيها العنكبوت
مد ذراعيه الى الاعلى .. واحتواه بين كفيه ..
اهتز الكرسي .. فقد توازنه .. وكاد يسقط ..
فأفلت العنكبوت .. التقطه عنقه
و انسل الى قميصه
سرت شرارة من كهرباء في جسده ..
ثبتته في مكانه
خشي ان يخلع قميصه .. فينسحق .. وهو في حاجة اليه ..
بحذر شديد ..
امسك الياقة وابعدها قليلا
ركضت عيناه باحثة عنه ..
حتى اصطدمت به..
انزلقت يده الى الداخل .. حمله برفق ..
ارسل تنهيدة عالية تعلقت في ستائر الهواء ..
نزل عن الكرسي .. وعاد الى مرآته المفرقة ..
وضع العنكبوت في فراغ بين قطعتين ..
وقال له ..
ارجوك .. ساعدني ..
وكأنه تلقى الرسالة ..
بدأ بغزل خيوطه بين الاجزاء فتتقارب حد الالتصاق ..
اخذ يراقبه في هدوء .. فانعكست صورته اربع وعشرين مرة ..
حيث عرض الجزء الاخير مشهدا من الذاكرة ..
على شاطيء البحر ..
قلوب ملقاة بلا اكتراث.. مضى عليها زمن .. فارتدتها الطحالب ..
الا اثنين
تفتحت زهورهما في جنائن .. نادت عطورها امواجا ..
تسارعت بجنون
لتلامس القلوب
فتواترت النبضات فيهم
نبضة ..
نبضة ..
نبضة ..
ثم يصعد حوت ازرق .. اُبدلت عينيه بمصباحين ..مطفأين
يعضّ الشاطيء ..تنغرس اسنانه ..
وينخلع بعضها فيه ..
فتردد الرمال صرخات مدوية ..تتطاير مع الرياح و تزعج ساكنيها من نومة هادئة..
يترك نفسه للامواج تسحبه .. ليعود الى احضان الحياة
بعد ان تختفي القلوب في جوفه
..مظلم جوفه ..
كعيني رحيل اسود
يلتقطه
ويسقطه في فمه ..
يلوكه بتلذذ ..تتكسر العظام فيُسمع صوتها كقرمشة البطاطس ..
ويقلّبه بلسانه من جانب لاخر
وهو الوحيد الذي نجا من طواحينه.. لما تمسك بجدار الخد ..
تنزلق يداه ..
فيمسك به اكثر وتنغرس اظافره في اللحم
يتالم الرحيل ..ويقذفه ..
ليجد نفسه معلقا ب شيش نافذة خشبي .. قديم متهالك .. مثبت بمفصلات صدئة على صدر رجل
يئن تحت قسوة يد النجار
الذي يمسك مطرقته .. ويشبعه ألما حتى يستسلم وينفتح ..
يخلعه ..
فتندفع عدة اكياس ..الى الارض
يمزقها بعنف ..
تنطلق منها ظلال ارواح مسروقة ..
يهربون الى النور ..
فيتوهج الوجع ويزداد حتى يغطي كل التفاصيل ..
ويعيد رسمها من جديد..
توقف العنكبوت بعد ان انهى مهمته ..
اعاد النظر في القطع مرة اخرى ..التي أبت ان تعكس صورته
رأها تجلس على ركبتيها ..
وبقطنة صغيرة ورقة متناهية ..تمسح عن ركبته اثار دماء جفت ..
وعذوبة صوتها الذي لا يزال عالقا برائحة الياسمين ..
وهي تقول :
لتكن حذرا ..
فليس لكل جرح ما يطيبه..
ارتعش لما احتضنته بروحها ..
وعندما اراد ان يحيطها بذراعيه ..
اختفت ..
ولم تعكس تلك المرآة من بعدها صورا قط